الأحد، 20 أبريل 2025

<-رسائل لا يقرؤها غير القمر->

               ✨"حين انعكسنا في ضوء القمر" ✨


في إحدى المدارس الثانوية الواقعة في قلب المدينة، كانت "سيرين" فتاةً هادئة، لا تحب الضجيج ولا تحب أن تكون محط الأنظار. تجلس دائماً في المقعد الثاني من الصف، قرب النافذة، حيث يتسلل ضوء الشمس إلى دفترها ويمنح كتاباتها دفئاً خاصاً.
في بداية الفصل الدراسي الجديد، انتقل إلى صفها طالبٌ جديد يُدعى "زيفان"، شاب هادئ، ملامحه توحي بالغموض، وابتسامته نادرة لكنها صادقة. جلس في المقعد الخلفي، ولم يُبدِ اهتماماً كثيراً بمن حوله.
كانت الأيام تمر، و"سيرين" تلاحظ أن "زيفان" يكتب كثيراً في دفترٍ صغير أسود الغلاف، تماماً كما تفعل هي. وفي أحد الأيام، نسي "زيفان" دفتره على الطاولة بعد انتهاء الحصة، فاقتربت "سيرين" بهدوء وحملته، تنوي تسليمه له في اليوم التالي.لكن الفضول غلبها. فتحت الدفتر لتجد كلماتٍ تشبه كثيراً ما تكتبه هي... نفس الأسلوب، نفس التفاصيل الصغيرة، وحتى نفس المواضيع: الغروب، العزلة، والحنين لشيء لا يُسمّى.
في صباح اليوم التالي، التقت به عند بوابة المدرسة، وأعطته الدفتر وهي تقول بابتسامة خفيفة: "أظن أننا نكتب عن نفس العالم، لكن بلغتين مختلفتين."
ابتسم "زيفان" لأول مرة منذ دخوله المدرسة، وقال: "ربما لأننا نرى نفس الحلم... فقط من زاويتين مختلفتين". 
في تلك الليلة، عادت" سيرين"إلى منزلها ووقفت أمام نافذتها المطلة على الحديقة الخلفية. رفعت عينيها إلى السماء، فإذا بالقمر بدراً، يتوسط السواد بنقائه، كأنه عينُ الليل التي لا تنام. ابتسمت وهي تتذكر كلمات "زيفان" في الصباح، وكأنها تسمع صدى صوته يتردد مع ضوء القمر: "نفس الحلم، من زاويتين مختلفتين."
في اليوم التالي، جلست "سيرين" في مكانها المعتاد، ووجدت على طاولتها ورقة صغيرة مطوية. فتحتها بفضول، وكانت مكتوبة بخط
"زيفان" 
"أتعلمين؟ القمر لا يضيء لأنه يملك ضوءاً... بل لأنه يعكس ضوء غيره، ومع ذلك، نحبه أكثر من الشمس أحياناً. أعتقد أن بعض الناس هكذا أيضاً... يضيئون فقط حين نراهم بقلوبنا، لا بأعيننا
رفعت نظرها إلى المقعد الخلفي، فوجدت "زيفان" ينظر إليها بهدوء. لم يقل شيئاً، لكنها شعرت أن شيئاً جديداً بدأ يزهر بصمت، كزهرةٍ لا تحتاج لكلمات حتى تنمو، يكفيها ضوء القمر.
ومنذ تلك اللحظة، أصبح القمر شاهداً على بداية حديث صامت بين قلبين... لا رسائل فيه، لا وعود، فقط نظرات تلتقي عند الغروب، وأحلام تُكتب على ضوء القمر.
حيث كانا يتقابلان بصمت بعد انتهاء الدوام، قرب الشجرة الكبيرة في فناء المدرسة، حيث ينعكس ضوء القمر على دفتر "سيرين" ويدوّن "زيفان" عباراته تحت الضوء ذاته
: وفي إحدى الليالي، ترك لها ورقة بين صفحات دفترها
"... سيرين" 
أحياناً، يكون القمر الوحيد الذي يرى الأشياء بوضوح. وأنا، حين أنظر إليك، أراه في عينيك




السبت، 19 أبريل 2025

<-يشبهني حين يصمت->


                            "حين يهمس القمر" 
في قريةٍ صغيرةٍ تحيط بها الجبال، كان هناك فتى يُدعى "آدم"، يهوى التحديق في السماء. لم يكن كسائر الأولاد؛ كان هادئًا، يُصغي أكثر مما يتكلم، وكأن في داخله شيئًا لا يستطيع العالم فهمه.كل ليلة، حين ينام الجميع، يصعد آدم إلى سطح منزله، يجلس على الطين البارد، ويحدّق في القمر. كان يشعر أن بينه وبين القمر علاقة لا يقدر على تفسيرها. لم يكن يرى فيه فقط جرمًا مضيئًا، بل صديقًا بعيدًا، يُنصت دون أن يقاطع، يبتسم دون أن يُحاكم.ذات ليلةٍ صافية، وهمس النسيم بين الأشجار، شعر آدم بأن القمر أقرب من أي وقتٍ مضى. أغلق عينيه، وفجأة، سمع صوتًا ناعمًا، خافتًا، كأن الريح تحمله: "لماذا تنظر إليّ كل ليلة؟"فتح عينيه بسرعة، ولم يرَ أحدًا، فقط القمر، ساطعًا كعادته. لكن الصوت تكرر، وهذه المرة، لم يكن في أذنه، بل في قلبه.قال آدم، دون أن يفكر: "لأني أراك كما أنا، صامتًا... لكن ممتلئًا بالكلام." ضحك القمر، ضحكة لم تُسمع، بل ارتجف لها الهواء، وقال: "أنا وأنت نشبه بعضنا، نصفنا دائماً مخفي، لكننا نظل نضيء." ومنذ تلك الليلة، لم يعد آدم وحيدًا. صار يكتب رسائل للقمر، ويقرأها له كل مساء. لم يجبه القمر بكلمات بعد تلك الليلة، لكنه كان دائمًا هناك... يستمع.ولم يعلم أحد من أهل القرية، أن القمر.
نفسه اختار آدم، ليكون صديقه على الارض 
                                "الرسالة الأخيرة"
 مرّت السنوات، وكبر آدم. صار شابًا يحمل في عينيه بريقًا من القمر، وفي قلبه حكمة أكبر من عمره. لم ينسَ القمر لحظة. كان يكتب له كل ليلة، يخبئ الرسائل في صندوق خشبي صغير تحت وسادته، ويقرأها بصوتٍ خافت في ضوء الليل. وذات مساءٍ، بينما كان يقرأ للقمر، كتب في آخر الرسالة: "هل ستبقى دائمًا هناك؟"في تلك الليلة، لم يرد القمر. لم يُرسل همسًا، ولا ارتجف الهواء. ساد الصمت، وكان أثقل من أي وقتٍ مضى.استمرّ الصمت لأيام. كل ليلة، ينتظر آدم، ويكتب، ويقرأ... لكن القمر بقي صامتًا.حتى جاءت ليلة بدرٍ صافية، وخرج آدم إلى السطح، وقد امتلأ صدره بالحيرة والحنين. حدّق في القمر طويلًا، ثم قال: "هل هجرتني؟" وفجأة، لمع ضوء غريب في السماء، كوميض برق، لكنه لم يُرعبه. سقط شيء صغير من الأعلى، كأن قطرة ضوء انزلقت من صفحة الليل، وهبطت في حديقة البيت.ركض آدم نحوها، ووجد شيئًا مذهلًا: حجر صغير، يلمع كأنه جزء من القمر.كان دافئًا، يشعّ نورًا ناعمًا، وعلى سطحه كلمات منقوشة بلغة لم يفهمها... لكنه شعر بمعناها. لقد كانت الرسالة
"الأخيرة: "حين تصير أنت النور... لن تحتاجني لتضيء.
                                  "نور داخلي" 
في صباح اليوم التالي، استيقظت القرية على خبر مفاجئ: آدم قرر أن يسافر. لم يقل لأحد إلى أين، فقط ابتسم وقال: "القمر علّمني أن بعض الرحلات لا تحتاج خريطة، بل تحتاج قلبًا يعرف طريقه." واختفى آدم بهدوء، كما كان دائمًا. لكن كل من عرفه، كان حين ينظر إلى القمر، يشعر بشيء غريب... دفء، وسكينة... وكأن القمر ترك شيئًا من روحه هنا.أما الحجر القمري، فقد بقي في مكانه، يضيء ليلاً بصمت، يهمس لمن ينصت: "ما دام فيك نور... فأنت لست وحيدا".

مرآة القمر✨


<-قصة تأملات في الذات... عندما يصبح القمر مرآة للقلب-> 

كانت الساعة تقترب من منتصف الليل حين قررت "ليان" أن تغادر غرفتها الصغيرة، المزدحمة بالكتب والذكريات، والمليئة بالضوء الاصطناعي الخافت الذي لم يطمئن قلبها يومًا. خرجت بخطى هادئة إلى الحديقة الخلفية لمنزل جدتها الراحلة.الحديقة نفسها التي اعتادت أن تختبئ فيها من ضجيج الحياة. 
تلك الزاوية القديمة، بجانب شجرة السرو الكبيرة، حيث يوجد المقعد الخشبي الذي صمد رغم مرور الزمن وتغير الفصول رفعت رأسها نحو السماء، فإذا بالقمر كاملًا، مضيئًا، كأنه يراقبها بصمت. كان المشهد مألوفًا، لكنه في تلك الليلة بدا مختلفًا... أكثر دفئًا، أكثر حضورًا.جلست بصمت، وفتحت الكتاب الجلدي العتيق الذي تركته جدتها لها قبل أن ترحل. بين صفحاته، وُجدت وردة يابسة، ورائحة الحنين، ورسالة بخط اليد:"ليان، تذكّري دومًا أن القمر لا يضيء من ذاته، بل يعكس نور الشمس… نحن كذلك، نظهر للناس ما نكتسبه من نور داخلنا. فلا تبحثي عن الضوء في الخارج وأنت تحملينه في صدرك."ارتجفت يدها، لا بسبب البرد، بل لأن الكلمات لامست شيئًا عميقًا في قلبها. تذكرت كم كانت تطارد الأجوبة في الأماكن الخطأ، بين علاقات لم تفهمها، وأحلام لا تشبهها.سمعت في تلك اللحظة صوت الريح يمر برفق بين الأغصان، كأن الطبيعة كلها تُصغي لصمتها الداخلي. تنهدت، ثم أغمضت عينيها، وتركت الدموع تنزل بهدوء، لا حزنًا... بل تطهيرًا.وفي لحظة صفاء نادرة، أدركت ليان أن ضوء القمر لم يكن مجرد مشهد رومانسي. كان رسالة. كان مرآة. كان دعوة لتتأمل قلبها كما هو، دون تزويق.رفعت وجهها إلى السماء، وهمست:"أنا لا أحتاج أن أكون شمسًا لأُحب. يكفيني أن أكون قمرًا... أعكس النور، وأنير الظلمة لمن فقد طريقه."ابتسمت، ثم أغلقت الكتاب، ووقفت. كانت خطواتها عائدة إلى المنزل أثقل، لكن قلبها أخف.ومنذ تلك الليلة، لم تعد ليان تكتب خواطرها في النهار. كانت تكتبها فقط تحت ضوء القمر... لأنه، هناك فقط، كانت تسمع صوتها بوضوح




الجمعة، 18 أبريل 2025

المحتوى


في هذا المكان الهادئ ,حيث الحروف تنام بين السطور...اكتب لكم.
لست كاتبة محترفة,ولا ابحث عن الكمال...فقط اترك قلبي يتحدث تحت ضوء القمر,وامنح الكلمات فرصة للظهور.
.💓اهلا بكم في عالمي البسيط اتمنى ان تجدوا فيه بعضا من ذاتكم

<-رسائل لا يقرؤها غير القمر->

               ✨"حين انعكسنا في ضوء القمر" ✨ في إحدى المدارس الثانوية الواقعة في قلب المدينة، كانت "سيرين" فتاةً هادئة، ...